طائرات الحرس الوطني
طائرات الحرس الوطني
-A +A
بدر العواد (الرياض) Badrtheyabi@
يلعب الطيران العمودي في الحرس الوطني دورا كبيرا في العمليات العسكرية والمدنية، إذ أصبح يشكل ضرورة لا بد منها في كل الأوقات وعلى المستويات كافة، فأصبح الآن من أهم الوسائل التي يمكن توظيفها للقيام بالأعمال المطلوبة بالسرعة والمرونة والدقة اللازمة لنجاحها وضمان تحقيق النتائج المرجوة منها، والتي لا توفرها كثير من الوسائل الأخرى.

وتأتي هيئة طيران الحرس الوطني لتؤدي الدور البارز والأهم من خلال عمليات القيادة والسيطرة والإشراف على وحدات طيران الحرس الوطني وإعداد خطط بناء التنظيم والتشكيل والتسليح والصيانة والتموين والتدريب وتكامل الوحدات ورفع كفاءتها، والتنسيق مع وحدات الحرس الوطني ذات العلاقة وإعداد أنظمة وقوانين الطيران والسلامة الأرضية والجوية ومراقبة تطبيقها.


وقد شارك طيران الحرس في كثير من العمليات التي كانت له فيها بصمة واضحة، أكسبته خبرات ميدانية وسمعة طيبة، ومن ذلك عمليات إعادة الأمل في الحد الجنوبي، ودعم القوات المسلحة في الحد الشمالي، ودعم الحرس الملكي بعدد من الطائرات، والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ خلال مواسم الأمطار، وضمن القوات الأمنية في قمم مكة المكرمة في شهر رمضان، ودعم القفز المظلي ضمن مواسم المملكة، وخلال التمارين والتدريبات المشتركة بين وحدات الحرس الوطني والقوات العسكرية الأخرى، وفي المعرض السعودي الأول للطيران بمطار الثمامة، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).

وينفذ الطيران العمودي في الحرس الوطني أعمال المناورة في الميدان، وذلك بتعدد منظوماته، ويتم ذلك من خلال العمل مع القوات الأرضية أو العمل بشكل مستقل وبتخصيص قطاع مسؤولية محدد مثل باقي وحدات المناورة، مستخدما في ذلك عناصر الاستطلاع لديه، وبالعمل مع عناصر القوات الخاصة وعمليات الاقتحام الجوي والإغارة على خطوط العدو ومراكز إسناده وقياداته.

كما أنه يُمكِّن القائد الميداني من التحكم في كل العمليات داخل أرض المعركة، بما يوفره من مرونة تسهم في سرعة انتشاره، ويساعد على الاستجابة والقيام بكل الأعمال الاستباقية منها والمخطط لها أو على مستوى ردات الفعل السريعة، ويصبح باستطاعة القائد أيضا إحكام السيطرة على أرض المعركة، ومراقبة تحركات وكشف وإسكات النيران المعادية في الأمام قبل وصولها إلى المدى الذي تؤثر به في القوات الصديقة.

وينفذ لواء طيران الحرس الوطني الأول مثلا العمليات القتالية ليلا ونهارا وفي ظروف الرؤية المحدودة التي تسمح بها أنظمة الطيران والسلامة الجوية، فضلا عن مساندة وحدات الحرس الوطني أثناء تنفيذ المهمات الأمنية والكوارث الطبيعية، وتنفيذ عمليات الإسناد الإداري للوحدات الأمامية في الميدان، والحوادث التي لا يمكن إسنادها أرضيا، وكذلك عمليات الإخلاء الطبي الجوي في الميدان، وتنفيذ عمليات الاقتحام الجوي، وعمليات التحرك والقيادة والسيطرة أثناء القتال، ونقل الإمدادات جوا.

ويقدم الطيران العمودي أيضا خدمات مهمة في أعمال القيادة والسيطرة من الجو، فضلا عن الاستخبارات والحرب الإلكترونية والتصوير الجوي، إضافة إلى قدرته على زرع الألغام، ونشر خطوط الاتصالات الأرضية، والسيطرة على المجال الجوي على المستويين التكتيكي والعملياتي بالتنسيق مع عناصر الطيران الأخرى ومصادر الطيران، كما ينقل المواد والتموينات وتقديم الإسناد لعناصر الطيران الأخرى.

إنقاذ وإغاثةعلى الصعيد الإنساني

حقق الطيران العمودي عموما نجاحا لافتا في أنشطة الأمم المتحدة على الأصعدة المختلفة، مثل حفظ السلام، ونزع الأسلحة، ومراقبة الفصل بين المتقاتلين، وأيضا في العمليات الإنسانية المتعددة، فضلا عن دوره الرئيسي في مجال الحفاظ على الأمن الداخلي، وعند حدوث الكوارث كالحرائق والأمطار والسيول والانهيارات والزلازل، وإجلاء المواطنين من أماكن الخطر نتيجة تلك الكوارث. وتعدت الأدوار التي يؤديها الطيران العمودي إلى المساهمة في رفع مستويات التنمية البشرية، من خلال إسهامات عديدة على مستويات مختلفة. فوزارة الحرس الوطني نموذج يقع ضمن نطاق مهماتها ومسؤولياتها أن عناصر الطيران فيها تسهم بفعالية كبيرة في كل الأعمال المنوطة بوحدات وعناصر الحرس الوطني القتالية أو الأمنية، والمناسبات الوطنية، وخدمة ضيوف بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي. يذكر أنه صدرت موافقة وزير الحرس الوطني على خطة البناء بشأن الطيران العمودي بعد عرضها والموافقة عليها من لجنة الضباط العليا في (25/‏‏1/‏‏1428هـ) وبرفعها للمقام السامي تم التوجيه آنذاك بالتعاقد لشراء الطائرات مع الحكومة الأمريكية من خلال نظام المبيعات الحكومية ما يسمى بـ (FMS) على ثلاث مراحل، تمّ تنفيذ المرحلتان الأولى والثانية.